تعليم

ما هو مؤشر S&P 500؟ وما أهميته في الاستثمار؟

حسب Team Exness

1 أبريل 2024

4177-post-9-S&P500-1

في عالم الاستثمار، تُعدّ مؤشرات الأسواق المالية أدوات أساسية لفهم أداء الأسواق وتحديد اتجاهات المستقبل. ويعتبر مؤشر S&P500 أحد أهم هذه المؤشرات، حيث يُقدم صورة واضحة عن صحة الاقتصاد الأمريكي، كونه يتتبع أداء 500 شركة من أكبر الشركات المدرجة في بورصتي نيويورك وناسداك.

يوفر S&P 500 لمحة شاملة عن حالة الصناعات والقطاعات المختلفة، ويعكس ثقة المستثمرين وتوقعاتهم المستقبلية.

المؤشرات المالية، وعلى رأسها S&P 500 ليست مجرد أرقام أو قيم مجردة، بل هي أدوات تتبع تقدم أو تراجع الأسواق المالية، مما يساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات مدروسة. ومن خلال تحليل أداء هذه المؤشرات، يمكن للمستثمرين تقدير الاتجاهات الاقتصادية العامة وتقييم مخاطر وفرص استثماراتهم.

في هذا المقال، سنغوص في عالم مؤشر S&P 500  أو كما يسمى أيضا US500 لنكتشف كيف يتم حسابه، وأهميته الفريدة بالمقارنة مع مؤشرات أخرى مثل داو جونز وناسداك. كما سنلقي نظرة على الشركات المدرجة ضمن هذا المؤشر وكيف تؤثر تحركاتها على السوق الأوسع. 

إن فهم مؤشر S&P 500  ليس فقط خطوة أساسية لأي مستثمر يرغب في تحقيق النجاح، بل هو أيضًا بوابة لاستيعاب أعمق ديناميكيات الأسواق المالية العالمية.

ما هو مؤشر S&P 500 أو US500 وكيف يُحسب؟

فيما يلي سوف نغوص في تفاصيل مؤشر S&P 500، ومفهومه، وآلية حسابه، وأهميته في الأسواق المالية:

تعريف مؤشر S&P 500

مؤشر S&P 500، المعروف أيضًا بـ US500، أو "مؤشر ستاندرد آند بورز 500"، هو مؤشر مرجّح بالقيمة السوقية لـ 500  شركة رائدة مدرجة في البورصات الأمريكية، أنشأ في عام 1957 بواسطة شركة  Standard & Poor's. يعتبر هذا المؤشر من أهم المؤشرات وأكثرها شيوعًا لقياس أداء سوق الأسهم الأمريكي.

يعتبر المؤشر معيارًا لأداء الاقتصاد الأمريكي بسبب تنوع القطاعات التي يغطيها، من التكنولوجيا إلى الرعاية الصحية، مما يجعله أداة مفضلة للمستثمرين والمحللين على حد سواء.

خصائص المؤشر:

  • عدد الشركات: 500  

  • الوزن: يتم تحديد وزن كل شركة في المؤشر بناءً على رأس المال السوقي الحر.

  • التداول: يتم التداول في مكونات المؤشر في بورصة نيويورك أو بورصة ناسداك.

  • القطاعات: ينقسم المؤشر إلى 11 قطاعًا، بما في ذلك التكنولوجيا والرعاية الصحية والطاقة والمالية.

  • الأهمية: يُعد مؤشر S&P 500 أحد أفضل مقاييس أداء الأسهم الأمريكية البارزة، وبالتالي، أداء سوق الأسهم بشكل عام.

  • الأداء التاريخي: حقق مؤشر S&P 500 عائدًا سنويًا متوسطًا بنسبة 10.13% منذ إنشائه.

  • المكونات: تتغير مكونات المؤشر بشكل دوري بناءً على أداء الشركات.

 اختيار الشركات للإدراج في مؤشر S&P 500

يتم اختيار الشركات للإدراج في مؤشر S&P 500 وفقاً لمجموعة من المعايير التي وضعتها شركة Standard & Poor's. تضمن هذه المعايير أن يعكس المؤشر بدقة الأداء العام للسوق الأمريكية عبر تمثيل الشركات ذات القيمة السوقية العالية والسيولة المناسبة. 

فيما يلي أهم المعايير المستخدمة:

  1. القيمة السوقية: يجب أن تمتلك الشركة قيمة سوقية معينة، والتي تعتبر مؤشرًا على حجم الشركة وتأثيرها في الاقتصاد. ويتغير الحد الأدنى للقيمة السوقية بمرور الوقت، لكنه يمثل عادة مليارات الدولارات.

  2. السيولة: يجب أن تتمتع الشركة بمستوى عالٍ من السيولة، ما يعني أن أسهمها يجب أن تكون متداولة بنشاط وبكميات كبيرة في السوق.

  3. المقر: يجب أن يكون مقر الشركة في الولايات المتحدة الأمريكية.

  4. الإدراج العام: يجب أن تكون أسهم الشركة مدرجة للتداول على إحدى البورصات الرئيسية في الولايات المتحدة، مثل بورصة نيويورك (NYSE) أو NASDAQ.

  5. الربحية: تتطلب Standard & Poor's من الشركات أن تكون مربحة خلال الربع المالي الأخير وعلى مدى الأرباع الأربعة الماضية، مجمعة.

  6. نوع الأسهم: يجب أن تكون الشركة قد أصدرت أسهماً عادية.

إضافة إلى هذه المعايير، تقوم لجنة من Standard & Poor's بمراجعة تكوين المؤشر بشكل دوري لضمان أنه يعكس تغيرات السوق والاقتصاد. يمكن إضافة الشركات إلى هذا المؤشر أو حذفها منه بناءً على هذه المراجعات. والهدف من هذا الاختيار والمراجعة المستمرة هو ضمان أن يظل مؤشر S&P 500 مؤشرًا دقيقًا وممثلًا لأداء الشركات الكبرى المدرجة في البورصات الأمريكية.

حساب قيمة مؤشر S&P 500

تحسب قيمة مؤشر S&P 500 بناءً على القيمة السوقية المرجحة بالقيمة السوقية للأسهم القائمة للشركات المدرجة. تأخذ الصيغة في الاعتبار سعر السهم وعدد الأسهم المتاحة للتداول لكل شركة، مما يعني أن الشركات ذات القيمة السوقية الأعلى لها تأثير أكبر على الأداء الكلي للمؤشر. ويضمن هذا النهج أن المؤشر يعكس تحركات السوق بدقة ويوفر مؤشرًا موثوقًا للمستثمرين.

الصيغة الرياضية لحساب قيمة المؤشر:

  1. حساب القيمة السوقية لكل شركة:

القيمة السوقية = عدد الأسهم المصدرة × سعر السهم

  1. حساب الوزن لكل شركة:

وزن الشركة = القيمة السوقية للشركة / القيمة السوقية الإجمالية للمؤشر

  1. حساب قيمة المؤشر:

يتم حساب قيمة مؤشر S&P 500 باستخدام الصيغة التالية:

S&P500 = (Σ(Wᵢ * Pᵢ) / D) * 100

Σ: رمز لعملية الجمع.

       Wᵢ: وزن الشركة i.

 Pᵢ: سعر سهم الشركة i.

D: قاسم ثابت أو  معامل التقسيم (Divisor) الذي يتم تحديده بواسطة اللجنة المسؤولة عن إدارة مؤشر S&P 500، ويتم تعديله بانتظام لضمان استمرار تمثيل المؤشر للسوق بشكل صحيح مع مرور الزمن. وقد يتغير القاسم الثابت (D) إذا تم إضافة أو إزالة شركة من المؤشر

مثال:

لنفترض أن هناك شركتين فقط مدرجتين في مؤشر S&P 500:

الشركة A: 

رأس المال السوقي الحر: 100 مليار دولار

سعر السهم: 100 دولار

الوزن: 100 / 150 = 0.6667

الشركة B: 

رأس المال السوقي الحر: 50 مليار دولار

سعر السهم: 50 دولارًا

الوزن: 50 / 150 = 0.3333

قيمة المؤشر:

S&P500 = ((0.6667 * 100) + (0.3333 * 50)) / 100 * 100

S&P 500 = 83.33

مقارنة بين مؤشر S&P 500 ومؤشري الداو جونز و الناسداك

التركيبة:

  • مؤشر S&P 500: يشمل 500 من كبرى الشركات الأمريكية ويغطي حوالي 80% من القيمة السوقية الأمريكية. ويتم اختيار الشركات بناءً على معايير محددة تشمل الحجم السوقي، والسيولة، والجدوى الاقتصادية.

  • مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA): يتألف من 30 شركة كبرى مدرجة بالبورصة الأمريكية. يُعتبر مؤشراً للشركات الصناعية، على الرغم من أنه يشمل الآن شركات من قطاعات أخرى.

  • مؤشر ناسداك المركب: يشمل أكثر من 3000 شركة ويُعتبر مقياساً لأداء الشركات التكنولوجية المتقدمة، بما في ذلك العديد من الشركات الناشئة والصغيرة نسبيًا.

الأداء التاريخي:

  • مؤشر S&P 500: يُعتبر مؤشراً متوازناً يعكس الاقتصاد الأمريكي ويُستخدم كمعيار للأداء العام للأسهم الأمريكية.

  • مؤشر داو جونز: يميل إلى التركيز على الشركات الأكثر استقرارًا ولديه تاريخ طويل يعود لأكثر من قرن، مما يجعله من المؤشرات الرئيسية التي يتم متابعتها.

  • مؤشر ناسداك: كان لديه أداء تاريخي متقلب بسبب التركيز الكبير على الشركات التكنولوجية، والتي يمكن أن تكون متقلبة في الأداء.

التأثير:

  • مؤشر S&P 500: يُعتبر معياراً للمستثمرين العالميين والصناديق الاستثمارية.

  • مؤشر داو جونز: يُستخدم غالبًا في الإعلام كمؤشر لحالة الاقتصاد الأمريكي.

  • مؤشر ناسداك: مهم للشركات التكنولوجية والمستثمرين الباحثين عن النمو والابتكار.

الفروقات الرئيسية:

  • مؤشر S&P 500: يُعتبر أوسع وأكثر تمثيلاً للسوق الأمريكية بأكملها.

  • مؤشر داو جونز: يُعتبر الأقدم ويستخدم طريقة مختلفة للوزن تركز على سعر السهم وليس القيمة السوقية.

  • مؤشر ناسداك: يُعتبر مؤشراً للشركات الحديثة والمبتكرة، خصوصاً في مجال التكنولوجيا والإنترنت.

كيف يمكن للمستثمرين استخدام هذه المؤشرات:

  • مؤشر S&P 500: يمكن استخدامه كمعيار لتقييم أداء الأسهم الكبيرة والمتوسطة الحجم وكمحفظة متوازنة تعكس الاقتصاد.

  • مؤشر داو جونز: يمكن أن يستخدمه المستثمرون كمؤشر لأداء الشركات الكبيرة والمستقرة.

  • مؤشر ناسداك: يفضله المستثمرون الذين يبحثون عن نمو عالٍ ومستعدون لتحمل مستويات مخاطر أعلى.

كل مؤشر من هذه المؤشرات لديه خصائصه وأهميته، واختيار المؤشر المناسب يعتمد على أهداف الاستثمار وتحمل المخاطر لدى المستثمر.

الشركات المدرجة في مؤشر S&P 500:

نظرة عامة والقطاعات الرئيسية:

مؤشر S&P 500 يتكون من 500 شركة تُعتبر من أكبر الشركات المتداولة العامة في الولايات المتحدة. هذه الشركات موزعة على عدة قطاعات رئيسية تعكس مختلف جوانب الاقتصاد الأمريكي، بما في ذلك التكنولوجيا، الرعاية الصحية، الطاقة، السلع الاستهلاكية، الخدمات المالية وغيرها.

يُعد المؤشر مقياسًا لأداء السوق الأمريكي العام بسبب تنوع الشركات المدرجة فيه وتمثيلها للقطاعات الاقتصادية المختلفة.

2. قائمة ببعض الشركات الرئيسية وأدائها:

لأن المؤشر يحتوي على 500 شركة، إليك بعض الأمثلة لأهم الشركات المدرجة  من كل قطاع:

  • التكنولوجيا: مثل Apple وMicrosoft، وهما من الشركات ذات الوزن الكبير داخل المؤشر ولهما تأثير ملحوظ على حركته.

  • الرعاية الصحية: مثل Johnson & Johnson وPfizer، وتعتبر هذه الشركات مؤثرة خاصة في أوقات الأزمات الصحية.

  • الطاقة: مثل Exxon Mobil وChevron، والتي تتأثر بشكل كبير بأسعار النفط العالمية.

  • السلع الاستهلاكية: مثل Procter & Gamble وCoca-Cola، وهي تُعتبر عن مستوى الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة.

فيما يلي أكبر 10 شركات من حيث الوزن في مؤشر S&P 500 حسب بيانات نهاية شهر فبراير من عام 2024:

  1. آبل (AAPL): بنسبة 7.01%

  2. مايكروسوفت (MSFT): بنسبة 6.25%

  3. ألفابت الفئة A (GOOGL): بنسبة 2.26%

  4. أمازون دوت كوم (AMZN): بنسبة 2.22%

  5. تسلا (TSLA): بنسبة 2.21%

  6. بيركشاير هاثاواي الفئة B (BRK.B): بنسبة 1.55%

  7. يونايتد هيلث جروب (UNH): بنسبة 1.53%

  8. جونسون آند جونسون (JNJ): بنسبة 1.48%

  9. إكسون موبيل (XOM): بنسبة 1.42%

  10. إنفيديا (NVDA): بنسبة 1.37%

هذه الشركات تشكل الجزء الأكبر من الوزن في مؤشر S&P 500، وتظهر الأهمية الكبيرة لقطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية والطاقة داخل المؤشر​​.

أهمية تنوع الشركات وتأثيرها

التنوع في المؤشر يوفر توازنًا يساعد على تخفيف المخاطر التي قد تنجم عن التعرض لقطاع واحد. عندما يتعرض قطاع معين للتراجع، يمكن للقطاعات الأخرى التي تظهر أداءً أقوى أن تعوض عن بعض هذه الخسائر. وبالتالي، يعكس S&P 500 الوضع الاقتصادي الكلي بدلاً من التركيز على جزء واحد من السوق.

تأثير إضافة أو حذف شركة من المؤشر

عندما تُضاف شركة إلى مؤشر S&P 500، فإنها غالبًا ما تشهد زيادة في الطلب على أسهمها، لأن الصناديق الاستثمارية التي تتبع المؤشر ستحتاج إلى شراء أسهم الشركة الجديدة. هذا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع في سعر السهم. وعلى العكس من ذلك، الحذف من المؤشر يمكن أن يؤدي إلى ضغط بيعي على السهم، لأن الصناديق ستحتاج إلى بيع أسهم الشركة المحذوفة.

بالنسبة للمؤشر ككل، إضافة أو حذف شركات يمكن أن يؤثر على تكوين المؤشر وتوازنه. إذا تمت إضافة شركة ذات أداء جيد، قد يساعد ذلك في تعزيز أداء المؤشر الإجمالي، وإذا تمت إزالة شركة كان أداؤها ضعيفاً، قد يؤدي ذلك إلى تحسين الأداء الإجمالي للمؤشر. ومع ذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن مؤشر S&P 500 مصمم ليكون ممثلاً للسوق الأمريكية ككل، ولذلك فإن التغييرات الفردية في الشركات عادة ما تكون لها تأثيرات محدودة على المؤشر بأكمله.

تحديثات المؤشر تحدث بشكل دوري لتعكس التغييرات في السوق والاقتصاد، مثل الإفلاسات، والاندماجات، والنمو السريع لشركات جديدة. تُعد هذه التحديثات مهمة للحفاظ على صلة المؤشر وفائدته كأداة استثمارية.

الخلاصة

يُمثّل مؤشر S&P 500 نافذةً تُطلّ على نبض الاقتصاد الأمريكي، حيث يُقدم صورةً واضحةً عن صحة الشركات الكبرى المُدرجة في بورصتي نيويورك وناسداك. يُعدّ هذا المؤشر أداةً أساسيةً للمستثمرين والمحللين الاقتصاديين على حدٍّ سواء، وذلك لقياس أداء السوق وتحديد اتجاهاته المستقبلية.

مؤشر S&P 500، بتنوعه وشموليته، يقدم للمستثمرين أداة قيمة للتحليل الاقتصادي والاستثماري. يساعد هذا المؤشر على فهم أعمق للاتجاهات السوقية ويوفر بيانات حيوية للتنبؤ بالأداء الاقتصادي المستقبلي. إضافةً إلى ذلك، يتيح للمستثمرين إمكانية مقارنة أداء المحافظ الاستثمارية الخاصة بهم مع معيار موثوق ومتعارف عليه.

ولكن، فهم هذا المؤشر لا يكفي بمفرده لاتخاذ قرارات استثمارية ناجحة. فمن الضروري أيضًا إجراء البحوث والدراسات اللازمة لفهم العوامل المؤثرة على السوق بشكل عام، وتحليل أداء الشركات الفردية قبل الاستثمار فيها.

وأخيرًا، تذكر أنّ الاستثمار في الأسهم ينطوي على مخاطر، لذلك يجب عليك تخصيص الأموال التي يمكنك تحمل خسارتها.


هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية. رأس مالك في خطر؛ يُرجى التداول بمسؤولية.


الكاتب

Team Exness
Team Exness